قرأنا دعاءَ الصّباحِ وولّينا وجهتنا نحو جهةِ الغرب, صوب محميّة الكردانة, هذه المحميّة الّتي ثارت على كلّ أيادي الإنسان, وتطاولاته على الطبيعة, فصارت قطعةً فريدةً من السحرِ والجمالِ بين مجمعات سكنيّة ضخمة, وصلنا هناك, كان العُشبُ كطفلٍ في أيّامه الأولى, خضرته يانعة, وأشجار زيتون شامخة, تطاولت في العمر لعشرات السنوات, بل قُل أكثر..
طاحونة الماء تخبركَ عن حضارة كانت, وتقصُّ عليك من أنباء السّالفين والغابرين, حيوانات المحميّة وادعةٌ, لطيفة.. الجسرُ الخشبي العائم على الماء ينقلك لماضٍ غابر, لنوح عليه السّلام, وحكمة الله في صنع السّفينة..
بعد وجبة لذيذة من خيرات موسم الزيتون توجهنا شمالا صوب رأس الناقورة, على شاطئ الزيب كانت عشرات الدراجات تنتظرُ راكبيها, سرنا والبحرَ, وعيوننا ترقب الصيادين المتلهفين لغنيمة اليوم, وطائرات ورقية تسرح في السماء, لون البحر أزرق, فيه شجن, سحر وعذوبة لا تنقضي.. كأنّ كل شيء كان يقول: استمتعوا, حتى الشمس كانت لطيفة في تلك اللحظة..
وصلنا رأس الناقورة بعد أن سرنا ستة كيلو مترات على الدراجات, هناك شاهدنا فيلما حول تكون هذا المكان, وجولة قصيرة في باطن الصخور, وفي السلّة انتقلنا إلى أعلى..
صلّينا فرض الظهر والعصر, وتوجّهنا نحو الشمال الشرقيّ باتجاه عرب العرامشة ومغارة القوس تحديدا.. النسمات الباردة تخبرك عن تضاريس المكان والزمان..
المغارة تجويف صخري عجيب, اتخذت شكل قوس غريب..
بعض من المجازفين نزلوا بالحبال إلى تجويف المغارة, أما نحن فوقفنا نبسمل خوفا وجزعا..
ختمنا الرحلة بوجبة من التبولة اللذيذة, والمعجنات أيضا..
وعدنا أدراجنا صوب مدرستنا, وطاقات إيجابيات كبرى حملناها ودروس شتى عرفناها..
أترككم مع الصور
source=/Userfiles/Image/2015/11/1_5